lundi 23 février 2009

الصحبة صحبة و النية ما ثماش


من أقسى و أمر أنواع الغربة التي يعيشها الإنسان تكون عندما يحس أنه كائن غريب في عالمه و أنه أيضا مجرد جسد يحتك بالآخرين في حياتهم اليومية بينما تعيش الأرواح في غربة مريرة. اليوم فاجأني أمر هام عندما تحدثنا عن الصداقة و هو غياب الصحبة أو ندرتها و أصبح إنسان عصر الحداثة يفرح كثيرا عندما يلتقي بصديق وفي و الأمر أشبه بحالة التائه العطشان في صحراء مقفرة و أكثر ما يفرحه قطرات ماء عذب تروي عطشه و تعيد إليه الحياة من جديد و الصديق الصادق هو ذلك الماء العذب الذي ينتشل النفس من غربتها. اليوم سمعت غرائب عديدة مثل أن صديقين بلغ عمر صداقتهما 17 عاما و لكنها سرعان ما تبددت و تبخرت لأن أحد الأصدقاء أحس بأن صديقه غير مشرف، هو غير مشرف لأنه ليس من رواد الخمارات و هو غير مشرف لأنه يحب حياة البسطاء و لا يرتاح إلا عندما يجالسهم في مقاهيهم البسيطة التي تضفي حلاوة على النفس أكثر من حلاوة السكر عندما يذوب في كأس القهوة. صديقة أخرى اكتشفت من بعد 5 سنين أنها أخطأت في اختيار الصديقة المفضلة و أتساءل هل نحتاج لخمس سنوات حتى نفهم بعضنا أم أن العيب في أنفسنا أم في المتغيرات التي تحاصرنا دائما و التي تحتم وجودها علينا راغبين أو كارهين؟ بالفعل اليوم نحتاج لإعادة ترتيب أوراقنا من جديد و بجدية لأنه بمجرد أن يخرج المرء من محيطه الأسري لابد أن ينشئ أسرة جديدة تتكون من أصدقاء جديرين بالمحبة و الثقة كما يجب أن يكون الواحد منا صبورا مع أصدقائه و بالصبر على بعضنا نتدارك أخطاءنا لأن الصحبة الطيبة ليست فانوسا سحريا يلبي طلباتنا بلمسة واحدة

1 commentaire: